معتز الشامي (دبي)
أنت الهدف
نعم
«المشاهد العربي» في صدارة الاهتمام.
الصورة.. ملاعب ومباريات وأسماء ونجوم واستوديوهات وتحليل وكاميرات وديكورات.
ولكن ما وراء كل هذه الشاشات أكثر من صورة قاتمة السواد تمتزج فيها الرياضة بالسياسة والمصالح والمؤمرات والدسائس، من أجل هدف واحد فقط ، التسلل لكل بيت في عالمنا العربي لتمرير كل الرسائل الخبيثة والسيطرة على عقول الشباب والأجيال.
لنكتشف في النهاية أننا أمام المشهد الأكثر تأثيراً في مسلسل الفساد الكروي.
ما بين شراء أصوات وتوقيع شراكات ورعايات وهدايا ورشاوى وتنظيم بطولات، يستخدم النظام القطري كل الطرق المشروعة وغير المشروعة لإحكام قبضته على «لعبة الشعوب»،
وجاء دور الإعلام لتجميل الوجه القبيح وإخفاء الجروح السطحية والعميقة التي أفسدت اللعبة وشوهت أجمل ما في الرياضة من قيم وأهداف نبيلة، فكان الاحتكار الكامل لبطولات عالمية ودوريات أوروبية وقارية في كرة القدم، بالإضافة إلى باقي الألعاب الأخرى وانتهاء بالأولمبياد.
«بي إن سبورت» الذراع الإعلامية للنظام القطري، الذي يقتحم كل بيت عبر 20 قناة، بداخلها رسائل وأجندات سرية ليس لها علاقة بالكرة ولا بالرياضة.
بحسابات المكسب والخسارة.. نحن أمام مشروع فاشل؛ لأن ما يتم إنفاقه على حقوق البث وتكاليف الإنتاج والاستوديوهات والضيوف والنجوم «السوبر» وحجوزات «الستالايت» يفوق بكثير أضعاف ما تحصل عليه من اشتراكات المشاهدين.
خسائر مادية فادحة وميزانيات ضخمة تفوق ميزانيات بعض الدول تطير في الهواء من أجل السيطرة والتأثير وبسط النفوذ والحصول على مساحة عالمية تتعدى حدود الشرق الأوسط، بحثاً عن الذات، أو بحثاً عن «قوة ناعمة» عن طريق الحضور الرياضي، ليس داخل الملعب، ولكن خارجه، في أروقة الاتحادات القارية والدولية والمحلية.
فالمكاسب الدعائية والإعلامية..أكبر بكثير من المكاسب المادية..تلك هي باختصار المعادلة !
فضيحة فالكة
وبحسب متخصصين في حقوق البث للبطولات والقنوات العالمية، قدرت الميزانية السنوية لقنوات «بي إن سبورت»، بـ7 مليارات دولار، تنفق على عقود شراء لحقوق البطولات والدوريات الكبرى، في كرة القدم وغيرها من الألعاب، بخلاف مبلغ لا يقل عن مليار آخر من الرواتب والتكاليف الخاصة بالاستوديوهات التحليلية، أما الجزء الأكبر من ميزانية «بي إن سبورت» فيذهب في دفع مقابل تلك الحقوق لمالكيها الأصليين، بخلاف ما يدفع من تحت الطاولة، من سمسرة وعمولات لوسطاء، تم فضح بعضها عن طريق المدعي العام السويسري، الذي كشف العلاقة المشبوهة بين ناصر الخليفي رئيس قنوات «بي إن سبورت»، وجيروم فالكة الأمين العام الأسبق للفيفا، والمتهم في قضايا فساد وحكم عليه بالتجميد الرياضي 10 سنوات.
وقد أكد القضاء السويسري أكتوبر من العام الماضي، على فتح تحقيق يشمل الخليفي وفالكة، على خلفية قبول الثاني مساعدات غير مناسبة من الأول «على صلة بمنح الحقوق الإعلامية لكأس العالم 2026 و2030»، بالتأكيد علاقة فالكة والخليفي لم تكن وليدة اللحظة، بل تعود إلى سنوات مضت، عندما كان فالكة مديراً لقنوات «سبورت بلاس» الفرنسية، وأحد الرواد الكبار في مجال شراء حقوق البث والاحتكار الرياضي.
وتسيطر قطر الآن على 68 بطولة ودورياً عالمياً في كرة القدم وحدها، بداية بكأس العالم، وكأس أمم أووربا وأفريقيا وآسيا وكوبا أميركا، مروراً بالدوريات الكبرى في أوروبا بداية من الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي، مروراً بالألماني والفرنسي والهولندي والتركي والبرتغالي والسويسري والياباني وغيرها، أما باقي الألعاب فتسيطر على 34 بطولة، 7 في كرة السلة من بينها أن بي ايه الأميركي، وبطولتين في الكريكت ومثلها في سباق السيارات، و13 بطولة وسلسلة في التنس، و5 بطولات ودوريات في كرة اليد، و3 بطولات في الكرة الطائرة، وبطولتين في كرة القدم الأميركية، ما يرفع مجموع البطولات والدوريات التي تحتكرها في الرياضة، سواء كرة قدم أو ألعاب أخرى، يصل إلى 102 بطولة ودوري من مختلف قارات العالم وأبرزها في أوروبا، والمثير أن قطر لم تكتف فقط بشراء تلك الحقوق، ولكنها كانت أول من يرفع قيمتها إلى أكثر من 10 أضعاف في بعض الأحيان، لدرجة جعلت سعر الدوري الإنجليزي كحقوق بث لمنطقة الشرق الأوسط 1.5 مليار دولار في 3 سنوات، بهدف منع غيرها من المنافسة والشراء.
وهناك أكثر من هدف وراء كل هذه المليارات والقنوات في مقدمتها الترويج لدولة راعية للإرهاب، وتلميع رموز «جماعة الإخوان» من الرياضيين، ضيوف الاستوديوهات التحليلية، وتمرير رسائل سياسية ضد دول الجوار، مثلما حدث خلال مونديال موسكو الأخير، من هجوم ممنهج على السعودية والمنتخب السعودي، عبر استوديوهاتها خلال البطولة، بما يخالف مواثيق وأعراف «الفيفا»، ويخالف نصوص المواد المنظمة لحقوق البث والاحتكار لبطولات «الفيفا» نفسها.
صفقة البداية
أما البداية، فكانت في عام 2003 بإطلاق شبكة قنوات الجزيرة الرياضية، لاحتكار بعض البطولات الرياضية، ووقتها كانت هناك شبكة أخرى تسيطر على سوق الاحتكار الرياضي الفضائي، وهي «ART» ، ونجحت الجزيرة الرياضية لاحقاً في الحصول على حقوق بث دوريات إسبانيا وإيطاليا ودوري أبطال أوروبا وكأس أوروبا، لكن ذلك لم يكن كافياً، حيث كان الهدف هو التوسع للسيطرة على كل ما هو رياضي، وفي نوفمبر 2009، اشترت قنوات الجزيرة الرياضية، مجموعة قنوات «ART»، والتي كانت تبث دوريات أوروبية وقارية عبر 6 قنوات رياضية مشفرة، ودفعت الجزيرة الرياضية 23 مليار ريال سعودي، وفق وسائل إعلام سعودية وعربية تناولت الحدث وقتها، وهو الخبر أفرح المشاهدين العرب لأن سعر الاشتراك بالجزيرة الرياضية بعد شراء قنوات «ART» كان 70 دولاراً، أو 280 ريالاً سعودياً سنوياً، على عكس قنوات الـ ART والتي وصل سعر الاشتراك فيها قبل البيع إلى 2600 ريال سنوياً، ومن هنا انطلقت القنوات المملوكة للنظام القطري، في إحكام السيطرة والاحتكار الرياضي لتمرير الرسائل السياسية وغيرها لعقول المشاهد العربي بالمنطقة وزادت رقعة المتابعة للقنوات القطرية وانتشرت في جميع دول المنطقة، واستغلت سيطرتها على البطولات، ورفعت قيمة الاشتراك لـ3 و 4 أضعاف حالياً، بخلاف فرض مبالغ إضافيه عند بث كأس العالم وكأس أمم أوروبا أو كأس أمم أفريقيا.
ولم تترك القنوات القطرية مجالاً للبطولات الآسيوية أيضاً، والتي اشترتها من اتحاد إذاعات الدول العربية بمقابل وصل إلى 300 مليون دولار دفعهم في 2012، ولمدة 8 سنوات، ووضعت بنداً بعقد شراء الحقوق الحصرية مع شركة «دبلو اس جي» ورئيسها التنفيذي اللبناني بيير كخيا وقتها، يعزز من إحكام سيطرتها على بث بطولات آسيا عبر قنواتها، حيث سيكون للشبكة القطرية، أولية الرفض لأي عرض، والانفراد بالتجديد «الأوتوماتيك» لعقد شراء الحقوق الحصرية لمدة 8 سنوات أخرى من 2021 وحتى 2028، ليستمر تشفير مباريات منتخبات وأندية المنطقة في المشاركات القارية.
أما تعليق بيير كخيا الرئيس التنفيذي الأسبق للشركة السابقة التي باعت حقوق البطولات الآسيوية للقنوات القطرية، قبل أن تؤل ملكيتها لاحقاً لشركة لاجارديير الفرنسية، فقد كان بسيطاً، حيث قال: «اتحاد إذاعات الدول العربية هو من تقاعس، لم نتآمر على القنوات العربية مع قطر، لكننا طلبنا مبلغاً منصفاً، هم لم يلتزموا بدفعه، فتقدمت القنوات القطرية بالعرض المناسب فجاء التوقيع»، وتابع: «بحسب العقد بين الاتحاد الآسيوي و(بي إن سبورت)، فلا يجوز لأحد أن يتفاوض على شراء حقوق البث لبطولات آسيا، إلا بعد أن ترفض بي إن التجديد وهذا لن يحدث»، وختم: «قطر تعرف من أين تؤكل كتف سوق البث الفضائي الآن، لذلك هي وحدها في هذا السوق»، في إشارة واضحة لحجم الأموال التي تنفق في احتكار البطولات، ووفق العقد المبرم سابقاً بين الاتحاد الآسيوي و(بي إن)، فسيكون للقنوات القطرية حق الشراء الأول وحق رفض العروض الأخرى وتقديم عرض أعلى، وبحسب مصادر بالاتحاد الآسيوي، تنوي شبكة (بي إن سبورت)، تجديد شراء حقوق البطولات الآسيوية بمبلغ يفوق الـ1.2 مليار دولار، لمدة 8 سنوات جديدة من 2021 حتى 2028، وسيفتح الاتحاد الآسيوي باب تلقي العروض لغرب آسيا العام المقبل.
صورة النظام
وربما يتبادر للذهن أسئلة عن العلاقة بين «رعاية الإرهاب» وكرة القدم، وما استفادة هؤلاء من الإنفاق ببذخ على كرة القدم ؟ الإجابة عن السؤال تتعلق بمحاولة تجميل الوجه القبيح لمن يسير على خطى الشيطان في نشر الفتن والقتل والدمار، عبر إثارة القلاقل للاتجار في السلاح أو الاستيلاء على موارد دول أخرى، وهذا ما تتبعه قطر برعايتها للإرهاب ووسيلتها لغسيل تلك الأموال الملوثة بالدماء، هو كرة القدم. لذلك نرى أن شراء أندية وإنفاق مليارات عليها ليست مجرد دعاية لتلك الدولة الصغيرة، كما أن إنفاق 200 مليار على بنية تحتية لاستضافة كأس العالم بواقع 500 مليون دولار أسبوعياً (وفق تصريحات رسمية لوزير المالية القطري)، كما لن ينسى العالم اعتراف رئيس الوزراء القطري الأسبق، حمد بن جاسم في عام 2017، عندما أكد أن بلاده أنففت 137 مليار دولار لدعم الحركات المسلحة في سوريا، ولا يخفى على أحد حجم الدمار الذي خلفته تلك الجماعات في الوقت الذي هرول الاتحاد القطري لكرة القدم، لتوقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد السوري لكرة القدم، وتستضيف الدوحة منتخبات وأندية سورية في معسكرات شتوية، وهو ما يتكرر في اليمن بدعم الحوثي، واستضافة منتخباتها وأنديتها، وكذلك في ليبيا والعراق.
أما الوجه الآخر لنشر وهم القوة الناعمة الرياضية في المنطقة، فكان في قنوات «بي إن سبورت» الرياضية، التي تروج لأفكار الدوحة وتخدم أغراضها وتمرر رسائلها للمجتمعات العربية، بشكل مباشر أو غير مباشر، وهو ما دفع نظام الحمدين، لتخصيص ما يصل لأكثر من 7 مليارات دولار سنوياً بحسب تقارير أوروبية، تنفق على صفقات شراء دوريات عالمية وبطولات كبرى، أما كل ما سبق، فيوضحه تصريح ألقى به ديفيد روبرتس نائب مدير معهد رويال يونايتد سيرفسيز ومقره الدوحة ويكشف به كل شيء آخر، عندما قال عن هوس قطر بالسيطرة على البطولات الرياضية واستضافة المونديال والفرق والمنتخبات والأندية، «فيما يتعلق بتعزيز صورة البلاد فلا يوجد ما هو أفضل من كرة القدم».
منصور لوتاه: «البث الرياضي» أسرع الطرق لاختراق المجتمعات العربية !
أكد المستشار منصور لوتاه، المحامي ورئيس لجنة الانضباط الأسبق باتحاد الكرة، أن قطر استغلت الرياضة من ناحيتين، الأولى أرادت من خلالها الوصول للصيت والانتشار، المرتبط بكرة القدم، بالإضافة إلى الرعايات الرياضية الكبرى، لتشكل ما يمكن أن يطلق عليه غطاء وساتر لأفعالها الخبيثة سياسياً، فضلاً عن استغلال سيطرتها الإعلامية الرياضية، لتوجيه الشريحة الكبيرة للمجتمعات العربية العاشقة لكرة القدم، بأن قطر راعية للرياضة ودولة مسالمة ولم ترتكب أي أخطاء، والهدف بالطبع هو تحسين صورة هذا النظام المارق، حيث إن البث الرياضي للبطولات العالمية هو أسرع الطرق للنفوذ إلى المجتمعات العربية تحديداً.
أما الناحية الثانية والأهم، فنرى أنه من خلال الاهتمام بالرعاية الرياضية، فذلك يكون سبباً في دخول قطر للمجتمعات العربية ومن ثم، تمرير الأجندات السياسية والأفكار التي تخدم توجهاتها، مثل رعايتها الأندية، وضخ مليارات في القنوات الرياضية للسيطرة على حقوق بث المباريات والبطولات الدولية والعالمية، بما يجعلها تدخل كل بيت في المجتمع العربي.
ماجد قاروب: تكتل من «ثلث الأرض» لمواجهة أكبر منظومة فساد في التاريخ !
طالب المستشار ماجد قاروب، عضو الاتحاد الدولي لمحامين القانون الرياضي، والعضو الأسبق باللجنة القانونية للفيفا، بضرورة القضاء على النفوذ القطري الرياضي، عبر عدة خطوات أبرزها، العمل على غلق شبكة قنواتها الرياضية، ومنع امتلاكها حقوقاً حصرية، عبر العمل مع المنظمات الدولية، لفضح النظام القطري أمام المجتمع الدولي، ثم رفع قضايا متخصصة تمنع تلك القنوات القطرية من امتلاك بطولات قارية ودولية للمنتخبات والأندية والفرق، بالإضافة لمنعها من احتكار حقوق البطولات العالمية، وفق الشكل المتبع حالياً.
وأشار قاروب إلى أن قطر لن تتوانى في التحالف مع الشيطان في سبيل تحقيق أطماعها الرامية للسيطرة على مقدرات العالمين العربي والإسلامي، وقال «دليل ذلك هو إنفاق قطر لـ8 مليارات دولار سنوياً على الأقل، لشراء الحقوق للبطولات العالمية والدوريات الكبرى في كرة القدم، فما هو الهدف من ذلك، إلا رغبة الاستحواذ على عقول وقلوب المشاهد العربي، وهذه الأموال لا يوجد مبرر اقتصادي لإنفاقها، ولكنها تعكس عمق الأهداف التي تسعى حكومة الحمدين في قطر لتنفيذها، وهي تجميل الوجه القبيح للسياسة التي تتبعها تلك الدولة، في التدخل في شؤون دول المنطقة، ونشر الفتن فيها، والتي سببت جريان أنهار من الدماء في بعض مجتمعاتها، كما حدث في اليمن وسوريا والعراق وليبيا»
ودعا قاروب إلى ضرورة التحرك في المسار الرياضي الحكومي ضد التلاعب القطري بالأعلام للسيطرة على رجل الشارع العربي، وقال :«أدعو لاجتماع سريع لوزراء الرياضة والشباب، مع وزراء الإعلام ورؤساء اللجان الأولمبية العربية والتواصل مع الاتحاد العربي لكرة القدم، واتحادات اللجان الأولمبية العربية، واتحاد التضامن الإسلامي، ليكون هناك تنسيق للمواقف الرياضية والحكومية، على أكبر نطاق ممكن من الدول العربية والإسلامية، ليكونوا طرحاً بديلاً لتكتل يمثل أكثر، من ثلث الكرة الأرضية وليس فقط الدول العربية لوقف أكبر منظومة فساد رياضي في التاريخ الحديث».
محمد سيد أحمد: الدوحة تستغل «الرياضة» لتغييب وعي الشباب !
أكد الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عين شمس، أن قطر تستغل الرياضة من أجل تجميل الوجه القبيح لنظامها المتآمر على الوطن العربي، وتساهم في إشعال المجتمعات في كل من سوريا والعراق وليبيا واليمن، ولا يزال يتدخل في الشأن المصري ويروج الأكاذيب حول الدولة المصرية ويدعم الإرهاب في شمال سيناء وفي معظم دول الوطن العربي.
ولفت إلى أن استغلال الرياضة يعتبر أحد أبرز وأسرع وسائل التجميل، لوجه نظام الحمدين الإرهابي والداعم والآوي للإرهاب، وقال «قطر هرولت لتوقيع اتفاقية تعاون مع كل دولة تستطيع أن تسيطر عليها، بل حتى الدول التي دمرتها السياسة القطرية ودعمت فيها الإرهاب مثل سوريا والعراق، هرول الاتحاد العراقي لكرة القدم لتوقيع اتفاقيات شراكة معها، كما تستقبل الفرق والمنتخبات الرياضية من كلا البلدين، وهي نفسها تقوم في الخفاء، بالعمل ضد تلك الدولة والسعي لتخريبها وتمويل الإرهاب فيها بالمال والسلاح وإيواء المطلوبين امنيا في تلك الدول على أراضيها، وهو ما فعلته أيضاً مع اليمن، وفي ليبيا، ومؤخراً استضافت المنتخب اليمني».
وأعد الدكتور محمد سيد، رسالة بحثية في وقت سابق، عن سلاح الإعلام القطري، وكيف تلاعبت به للتأثير على الحياة الاجتماعية والسلم الاجتماعي في دول المنطقة عبر قناة الجزيرة، وكيف استغلت سلاح قنوات الرياضة في إنفاق مليارات على شراء حقوق، تظهر بها وجهها رياضيا مسالما، وأشار أستاذ علم الاجتماع السياسي إلى أن الدور القطري في المنطقة بات مشبوهاً، وقال «قبل عام 95 لم تكن قطر موجودة على خريطة المنطقة أو الخريطة العالمية، ولكنها أصبحت كياناً تم توظيفه للعب دور محدد، للسيطرة على مقدرات الدول والثروات بالمنطقة، وبالتالي بات هذا المشروع يجب أن يوازيه مشروع لتغييب عقول الشباب في الدول العربية، وهنا جاء دور الرياضة، حيث تنفق قطر على الرياضة مليارات الدولارات، بهدف تلميع صورتها والاستمرار في بث شكل إيجابي وسلمي لتلك الصورة في عقول الشباب وغير الضليعين بالسياسة، وهي بذلك تضرب النسيج الاجتماعي لتلك الدول عبر الرياضة، وعبر استضافة المنتخبات والرياضيين خصوصاً من هم محسوبون على تنظيم الإخوان المسلمين، فضلاً عن إنفاق قطر على لجان إلكترونية عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لنشر أفكارها ولتزييف وعي المواطن البسيط عبر استغلال الرياضة تحديداً، والقنوات الرياضية وبث البطولات العالمية والدوريات الأوروبية الكبرى، حتى تظهر في دور المظلوم أو المجني عليه أمام عشاق الرياضة والدوريات العالمية وعددهم بالملايين في دولنا العربية».
وعن كيفية التصدي لذلك قال: «أعتقد أن عملية تزييف الوعي عبر الرياضة، يجب أن يقابله عملية تشكيل لوعي الشارع العربي، على أن يتم ذلك عبر مؤسسات الدول العربية كل بحسب ظروف بلاده، وفي العصر الحالي، باتت الناس تشكل وعيها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، بينما قديما كان تشكيل الوعي يتم في الجامعات والمدارس ومراكز الشباب، وبالتالي يجب أن تكون هناك كتائب وطنية، تعمل على دحض الأفكار التي تطرح في الإعلام الهدام الذي تتزعمه قطر وتركيا، وأن تفضح عمليات قبيحة قامت بها تلك الدول المارقة، ثم تسترت خلفها باتفاقيات رياضية، واستقبال بعثات منتخبات الدول العربية وغيرها».
«الفيفا» يحقق في انتهاكات «أسباير»
كشف موقع «ميديا بارت» الفرنسي عن أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يحقق حالياً في قيام أكاديميات أسباير القطرية، والنادي البلجيكي أوبين، بانتهاك قواعد الانتقالات الدولية للاعبين الصغار، حيث تستقبل قطر لاعبين أفارقة، معظمهم قاصرون، ثم تنقلهم إلى نوادٍ أوروبية عريقة، بهدف إعدادهم لتشكيل الفريق القطري، الذي سيشارك في نهائيات كأس العالم 2022. وقال موقع «قطريليكس» القطري المعارض: إن «ميديا بارت» أوضح أن «الفيفا» يحقق في حالات نقل لاعبين أفارقة قاصرين من مركز تدريب قطري إلى أندية في أوروبا، تملكها مؤسسة قطر أسباير زون، وذلك في سياق برنامج أسباير لكرة القدم، الذي توقف مؤقتاً عن العمل في عام 2016، والذي يستهدف الكشف عن صغار اللاعبين الأفارقة وتجنيدهم في أكاديميتي أسباير، أحدهما في الدوحة، والآخر في سالي بالسنغال.
وتشير تقارير «الفيفا» إلى أن هناك شبهات حول تورّط أسباير زون في عمليات تجنيد غير قانوني للأطفال، وبخاصة في فريق أوبين البلجيكي الذي تمتلكه المؤسسة القطرية، بما يعنيه ذلك من انتهاك للقوانين واللوائح الدولية.
وكانت قطر قد أنشأت أكاديمية أسباير، وقدمته على أنه مشروع رياضي عملاق، ويهدف للبحث عن مواهب في 14 دولة، واختبار ما لا يقل عن 600 ألف طفل، بهدف تجنيس الأفضل منهم، وإعدادهم لتشكيل منتخبها الوطني.وفي هذا الصدد، اعترف توماس هيربرت، المدير المالي لنادي أوبين: «في بعض الأحيان اللاعبين يأتون إلى بلجيكا قبل بضعة أسابيع من عيد ميلادهم الثامن عشر، ولكن، بسبب الالتزامات باهظة الثمن لتسجيل القُصَّر، يتم تسجيلهم فقط عندما يبلغون سن 18 عاماً».
اقرأ أيضاً.. «اتفاقيات الشراكة» السلاح السري لإمبراطورية الفساد الكروي